القائمة الرئيسية

الصفحات

بناء الدولة الحديثة في مصر

بناء الدولة الحديثة في مصر 

بناء الدولة الحديثة في مصر

الدولة الحديثة في مصر

بعد خروج الحمله الفرنسيه والصراع السياسي في مصر تطلع السلطان العثماني الى اعاده بسط حكمه ونفوذه على مصر ولهذا عزمه على محاربه المماليك والقضاء عليهم فقامت الدوله العثمانيه بتعيين خسرو باشا واليا على مصر كما بدأت في التخلص تدريجيا من المماليك بوقوع الفرقه والانقسام بينهم ، وكان السلطان العثماني هو صاحب السلطه السياسيه الشرعيه وله الحق في تعيين وعزل الولاه ولقاه الى تعديل ادارات الحكم الثلاثه بعد خروج الحمله فقرر ان يتخلص من المماليك وترجع رغبه السلطان في التخلص من المماليك الى طموحات المماليك السياسيه وطمعهم في حكم مصر ، استخدم العثمانيين سلاح الفرقه والانقسام مرتين اول مره بين علي بك الكبير ونائبه محمد بك ابو الدهب والمره الثانيه بعد خروج الحمله الفرنسيه من مصر ، و عادت العلاقات العثمانيه الفرنسيه بعد خروج الحملة من مصر بينما تحولت العلاقه بين المماليك والعثمانيين واصبحت عدائيه مما ادي الي تخلي الانجليز عن المماليك فالمماليك هم المنافس الداخلي للعثمانيين ، ولم يفكر العثمانيين في محاربه الانجليز بسبب دورهم في رحيل الحمله .


وعندما حدثت ثوره الشعب المصري في مارس 1804 عجز المماليك عن اداره البلاد وبرزت شخصيه محمد علي ، ففي تلك الثوره خشي محمد علي ان تصيب الثوره جنوده فانضم الى العلماء والمشايخ واختلط بالاهالى الساخطين و قامت الثوره بقياده الطبقه الوسطى وهم العلماء والمشايخ وانضم لهم محمد علي لما لهم من نفوذ ومكانة ، وتعهد محمد علي ان يبذل جهده لرفع الضريبه عن الناس وبدأ الناس ينظرون لمحمد على كرجل عادل يكره الظلم فكسب عطف الشعب وثقة الزعماء وكان محمد علي تمكن من جذب قلوب المصريين من خلال دعمه للثوره ، و هاجم محمد علي مراكز المماليك في القاهره فهرب الجميع الى الصعيد واستخدم الاساليب العسكريه مع المماليك وكانت اول مواجهه بينه وبين المماليك قبل ان يصل الى الحكم ، و بهروب المماليك الى الصعيد حدث فراغ سياسي بالنسبه لسلطه الحكم في القاهره واقترح محمد علي اطلاق سراح خسرو باشا من سجنه بالقلعه وتعيينه والياً فارتفع مركزه ولما اعترضت فرق الارناؤود اقترح تعيين خورشيد باشا محافظ الاسكندريه باعتباره عثمانياً .

تعيين محمد علي :

خضع السلطان العثماني للاراده الشعبيه وعين محمد علي وهذا دليل على قوه الزعامه الشعبيه ورغبه الدوله العثمانيه في استقرار الاوضاع في مصر حتى يستمر ارسال الاموال والهدايا للسلطان .
ومن هنا ادرك محمد على اهميه القضاء على الزعامه الشعبيه ودورها في توليه الحكم والقيود التي فرضتها عليه عندك قبول الولايه فبدأ محمد علي يتوجس من زياده نفوز عمر مكرم في نفوس الناس خاصه بعد دوره الوطني الواضح في مقاومه حمله فريزر .
وقعت الازمة الاقتصادية في 1808م نتيجة انخفاض فيضان النيل ، ساءت الاحوال الاقتصادية وارتفعت الاسعار وقام محمد علي بفرض الضرائب .
اختلف موقف الشعب من محمد علي من موقفهم من خورشيد عند فرض الضرائب لان محمد علي يتمتع بشعبية عكس خورشيد كما ان الازمة كانت ازمة عارضة نتيجة الظروف الطبيعية ، قوة الزعامة ظهرت قبل تولي محمد علي عندما ساعدت محمد علي لرفض قرارات السلطان بنقل محمد علي وساعدت الزعامة محمد علي في الوصول للحكم ، استغل محمد علي الأزمة الاقتصادية ليتخذ بعض القرارات فيما يتعلق بالضرائب والملكية تحقق له اغراض السيطرة والانفراد بالحكم ، كانت اجراءات محمد علي استثنائية لمواجهة الازمة ، استغل محمد علي العوامل الطبيعية وضرب بالصك الاجتماعي عرض الحائط ، لذلك اتسم موقف محمد علي من الزعامة الشعبية بالغدر وعدم الوفاء والسيطرة والتحكم ونكران الجميل .
ورأي محمد علي ايضاً ضرورة القضاء علي المماليك وذلك في مذبحة القلعة ، فبنفي السيد عمر مكرم لم يتبقي امام محمد علي الا المماليك ولم يصبح حكم محمد علي خالصاً لمصر بالتخلص من الزعامة الشعبية حيث بقي امامه المماليك ، وساهمت الاضطرابات داخل بعض الولايات العثمانية في تثبيت مركز محمد علي في مصر ، وبعد التخلص من المماليك تفرغ محمد علي لبناء قوة مصر الذاتية ولم يخسر محمد علي جندي واحد من جنوده في تخلصه من المماليك حيث استخدم معهم المكر والخديعة .

تعليقات