القائمة الرئيسية

الصفحات

 

مرحلة المراهقة


مرحلة المراهقة

اولا معنى المراهقه :

ان كلمه مراهقه تعني التدرج نحو النضج البدني والجنسي والعقلي والانفعالي والاجتماعي وهي فتره تلي مرحله الطفوله وتسبق مرحله الرشد اي انها فتره انتقاليه بين الطفوله والرشد .

هي المرحله التي يعبرها الطفل لكي ينتقل من مرحله الطفوله الى مرحله الرشد ليصير رشيدا ناضجا سواء كان رجلا او امراه و تمتد طوال العقد الثاني من عمر الفرد و تبدا ب حدوث البلوغ الجنسي وتنتهي بالوصول الى سن الرشد .

ثانيا المطالب والتحديات الاساسيه في مرحله المراهقة :

وهي المطالب التي يرغب المراهقون في تحقيقها في حياتهم وتشمل :

١. تحقيق علاقه ناضجه مع الرفاق :

فان شعور المراهق بالقيمه يبني على اساس كيفيه ردود فعل الاخرين له وعلى استحسان رفاقه .

ومن اهم نواحي النمو الاجتماعي للمراهق هو النمو التدريجي لميوله نحو افراد الجنس الاخر ويؤدي هذا الميل بطبيعته الى اتساع نشاطه الجنسي الغيري وهذا المسؤول عن قضايا الحب للمراهقين .

٢. تحقيق هويه الجنس :

اعتناق المراهق للدور المناسب لجنسه وقبولهم لطبيعته والبيولوجيه يبدا في سنوات الطفوله و يمثل جزءا هاما من الاحساس بهويته ويدعم ذلك توحد المراهق مع الوالد من نفس جنسه واستحسان وتزيد ذلك من المجتمع والاخرين  .

٣. اتخاذ القرارات فيما يتعلق بالمستقبل المهني :

اكثر ما يصيب المراهق بالقلق هو عدم القدره على الاستقرار وتحديد مهنته مما يدفع بالمراهقين الى المبالغه في التوحد بالابطال الجماهيريه حفاظا على تماسكهم الذاتي ، لذلك الاعداد الى المستقبل المهني من المهام الرئيسيه امام المراهق فتنتهي المراهقه ببدايه العمل .

٤. تنميه القيم والمعايير الخلقية :

المراهقه اكثر من اي مرحله اخرى تقوم بالاهتمام الشديد بالقيم والمعايير والخلقيه ، ويهتم المراهق بالمثل والدين في محاوله لايجاد فلسفه لحياته والفشل يؤدي لعدم توافر الامن النفسي ، ويؤدي نمو القدرات العقليه الى زياده الوعي بالقضايا الخلقيه الى زياده القدره على مناقشتها .

ثالثا مظاهر النمو لدي المراهق :

النمو الجسمي :

تحدث طفره كبيره في النمو مع البلوغ و تعد مرحله المراهقه هي الطفرة الثانيه في النمو بعد مرحله الجنين والشهور الست الاولى من حياه الطفل بعد الولاده لذا تم وصف مرحله المراهقه بانها مرحله انفجار في النمو حيث يحدث الانفجار قبل البلوغ او معه ويستمر لمده عام او عامين تبعاً للفروق الفرديه قبل ان يصل الفرد من النضج الجنسي لذلك تستمر فتره التغير لثلاث سنوات .

ويحدث مع البلوغ اربع تغيرات جسمي هامو وهي حجم الجسم وتغيرات في نسب اعضاء الجسم ونمو الخصائص الجنسيه الاوليه ونمو الخصائص الجنسيه الثانويه .

التغيرات في حجم الجسم تأتي من تغيرات في الطول والوزن بالنسبه للطول يحدث الانفجار في نمو الطول قبل الوزن واكبر زياده في الطول تحدث قبل البلوغ ، اما الزياده في الوزن فترجع الى زياده نسبه الدهون و انسجه العضلات ولا عظام قصر عند الذكور و تنمو العظام اكثر ويتغير شكلها وتصبح اكثر صلابه حيث وتالف العضلات 45 في المئه من وزن الجسم بينما كان في الطفوله 25 في المئه واكبر زياده في نمو العضلات تكون بين عامي 12 و 15 سنة .

النمو العقلي المعرفي :

يبدا الذكاء الحسي في الطفوله و ينمو تدريجيا الى الذكاء المجرد ويصل اقصاه عند 18 عام وتتميز القدرات العقليه العامه ثم تظهر بعد ذلك القدرات العقليه الخاصه كناتج للتحصيل الدراسي وزياده درجه الانتباه ونموه عمليات الاستنباط والاستنتاج والاستدلال و يوجد تنوع لدي المراهقين في الميول والاستعدادات تبعا لعده عوامل وهي القدرات الخاصه وغيرها مثل مستوى التحصيل الدراسي والمستوى الثقافي ويسير النمو العقلي عموما من الكل الى الجزء كما هو في مرحله الطفوله يبدا التميز في العمليات العقليه والقدرات الخاصه في الثالثه عشر وتبلغ اقصاها في الثامنه عشر .

ومن العمليات العقليه التي تزداد تفصيلا الانتباه حيث يزداد مداه وعنقه في يستطيع تناول مشكلات في موضوعات اكثر عمقا ومعقده وبذلك يستطيع استيعاب دروس اطول و مدى الانتباه له علاقه بالذكاء العام حيث يساعد على التحصيل الدراسي المرتفع ويزيد من التذكر.

كما يزداد التذكر لديه فتذكر المراهق تذكر مبني على الفهم واستنتاج العلاقات الجديده وليست تذكر الى .

كما يزداد التخيل فيميل المراهق الى التخيل المجرد والقائم على المعنويات ايضا بدلا من التخيل الحسي كما هو في مرحله الطفوله ولذلك تكثر احلام اليقظه وتعتبر القدره على التخيل هي التي تساعد في دراسه العلوم القائمه على التفكير المجرد كما هو في الهندسه والجبر كما تزداد لدى المراهق القدره على الاستدلال والاستنتاج والتفكير بانواعه .

النمو الإنفعالي :

مرحله المراهقه هي مرحله ازمه كما يسميها ستانلي هول بمرحله الضغوط النفسيه والعواصف ، فالمراهقه هي مرحله توتر انفعالي شديد بسبب التغيرات الجسميه المفاجاه التي حدثت ولكن هذا السبب موضع شك فالنمو يستمر طوال مرحله المراهقه بمعدل بطيء بعد البلوغ ومعظم النمو تكملة للتغيرات التي حدثت اثناء البلوغ وعلماء الاجتماع والانثروبولوجيا اكدوا ان ازمه المراهق تختلف في شكلها ومضمونها من مجتمع لاخر  .

ومن اهم العوامل للتي تزيد من الانفعالات لدي المراهق هي :

رغبه المراهق في ان يعامل معامله الشخص الكبير فينشأ الصراع لدي المراهق بين رغبته في ان يعامل معامله الشخص الكبير في الوقت الذي وعامله فيه والديه ومعلميه كما لو كان لا يزال طفلا و يزداد الامر تعقيدا اذا كان الاباء بالفعل من النوع المتسلط الذي يتحكم في ابنائه.

الدوافع على الجنسيه حيث ينشأ الصراع لدي المراهق بين دوافعه الجنسيه التي تثيره وبين الموانع الخارجيه ممثله في التقاليد والعرف والقوانين والتعليم الدينيه التي تنظم اشباع هذه الدوافع بالاضافه الى ان الموانع الداخليه ممثله في الانا الاعلى تعمل على كف هذه الدوافع ويتم اشباعها وفق نظام اجتماعي وهو الزواج وتزداد المشكله كلما طالت هذه المده وهي تطول بالفعل في المجتمعات الصناعيه على عكس الريفيه .

الرغبه في الاستقلال حيث ينشأ الصراع لدي المراهق بين رغبته في الاستقلال عن والديه واعتماده على نفسه وبين ميله الشعوري او اللاشعوري الي الاعتماد عليهما وهو في حاجة حقيقيه اليهم لانه لم ينضج ويدرك المراهق هذا النوع من الصراع عندما يثور عليه والديه او يغضب منهما ثم يندم . 

ومن اسباب الصراع لدى المراهق عامل يرتبط بتوازن جوانب النمو فالنمو الجسمي يسبق النمو العقلي والانفعالي والاجتماعي ومن هنا يبدو المراهق في حجم الراشد الكبير ولكن سلوكه لا يزال بعيدا عن سلوك الراشد ويترتب على ذلك ان المحيطين بالمراهق يتوقعون منه سلوك راشداً مما يعرضه للنقد والحقيقه ان الكبار يكلفون المراهق بمهام فوق مستوى نضجه الانفعالي والاجتماعي ويحاسبونه على عدم قدرته على القيام بها مما يؤدي الى شعور المراهق بالضغط والاحساس بالظلم وعدم التفاهم من جانب المحيطين لها .

رغبته في تحقيق ذاته وفشله في بعض المواقف فقد يميل المراهق ان يتفوق دراسيا او ان يشارك في الانشطه الاجتماعيه ولكنه لا ينجح وقد يحاول ان يظهر بمظهر القادر ماديا ليجاري اصدقاؤه ولكنه لا يستطيع وقد يبحث المراهق عن مصدر يحمله مسئوليه هذه الاحباطات وقد يكون الوالدان او المدرسه او المجتمع .

النمو الإجتماعي :

يتسع المجال الاجتماعي للمراهقين عنه لدى الطفل فقد كان يعتمد على الاسره وهناك مؤسسات كثيره خارج الاسره ومن خلالها يكتسب المعاير والعادات في مجتمعه وثقافته ويقوم بالادوار الاجتماعية التي حددها المجتمع  لكل فرد وجنس وتزداد خبراته الاجتماعيه ومهارته في التواصل مع الاخرين ، وتتبدل الاوضاع فبدلا من تقبله معايير وتقاليد الاسره وتشربه لها في الطفوله بدأ يختار ويناقش ويقتنع لما يمشي مع اتجاهاته وشخصيته عموما . 

النمو الخلقي والاهتمامات الدينية :

من المهام النمائية الهامة في مرحلة المراهقة ان يتعلم المراهق ما تتوقعه منه جماعته وتشكيل سلوكه ليتوافق مع هذه التوقعات دون اشراف مستمر ودون تهديد بالعقاب .

المراهق يحل المبادئ الخلقيه العامه محل المفاهيم الخلقيه الخاصه كما يحل الضوابط الداخليه للسلوك محل الضوابط الخارجيه .

المراهقه هي مرحله سعي الى الكمال ونتيجه لذلك فان المراهقين يصنعون لانفسهم وللاخرين معايير اخلاقيه مرتفعه يصعب احيانا الوصول اليها و حين يعجز عن تحقيق نموذج الكمال الاخلاقي الذي حدده يشعر المراهق بالذنب ويعاني من اضطراب الضمير ولهذا نجد المراهق اكثر استعداد من الطفل في تقبل اللوم .

عندما تزداد حده مشاعر الذنب عنده و تكرر حدوثها قد يشعر المراهق بعدم الكفاءه الشخصيه ويلجأ الى الهرب في احلام المراهقين الصغار .


تعليقات